9 – "لا يفرك مؤمنا مؤمنة": لا ينبغي للرجل أن يبغض زوجته إن رأى منها ما يكره، قال : " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً، رضي منها خلقا آخر"[مسلم] . فليقابل هذا بذاك وليوازن بين حسناتها وسيئاتها. وقد رُوي أن عمر رضي الله عنه قال لرجل طلق امرأته:"لم طلقتها ؟"قال:"لا أحبها" فقال:"أَوَكل البيوت بني على الحب؟ فأين الرعاية والتذمم ؟
10 – معاشرة الزوجة: إن المعاشرة الزوجية مرتبطة بتقوى الله  نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ[البقرة:223]. للزوج حق الاستمتاع بزوجته كيفما شاء، لكن يحرم عليه أن يأتيها زمن الحيض أو النفاس أو في غير موضع الولد أو هي صائمة صيام فريضة. قال  :"من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد " [أبو داود]. وقد سئلت عائشة رضي الله عنها: ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً ؟ قالت: كل شيء إلا الفرج [البخاري في تاريخه].
11 – العدل بين الزوجات: ومن المعاشرة بالمعروف العدل بين الزوجات في القَسْم والنفقة، قال رسول الله :"إذا كانت عند الرجل امرأتان، فلم يعدل بينهما، جاء يومَ القيامة وشِقّهُ ساقط" [الترمذي]. قالت عائشة رضي الله عنها يا ابن أختي كان رسول الله  لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان قلّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعاً، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هي يومُها فيبيت عندها) [أبو داود].
12 – معالجة النشوز: قال تعالى:{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}[النساء: 34] أول إجراء تهذيبي يقوم به الزوج"فَعِظُوهُنَّ" أي بكتاب الله وبالتذكير بما أوجب الله عليها من حسن الصحبة وطاعة الزوج في المعروف عسى أن تنفعها الموعظة فتلين وتتراجع. وإلا "َاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع"ِ على ألا يكون هجرا ظاهراً في غير مكان خلوة الزوجين..ولا يكون هجراً أمام الأطفال، يورث نفوسهم شراً وفساداً ..ولا هجراً أمام الغرباء يذل الزوجة أو يستثير كرامتها فتزداد نشوزاً..فالمقصود إصلاح النشوز لا إذلال الزوجة، ولا يهجرها في الكلام أكثر من ثلاثة أيام لقول رسول الله  :" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" إلا لعذر شرعي. فإن لم تفلح هذه الخطوة كذلك "َاضْرِبُوهُنَّ "على أن لا يكون الضرب تعذيباً للانتقام والتشّفي..وإنما يكون ضرب تأديب مصحوب بعاطفة المؤدب المربي كما يزاوله الأب مع أبنائه وكما يزاوله المربي مع تلميذه.
13- "فتذروها كالمعلقة": يحرم على الزوج أن يتعمّد هجر زوجته، فهو مأمور بأداء حقها بقدر حاجتها وقدرته وأن يعفها، قال تعالى:{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً}[النساء:129]
14 ـ التريث قبل اتخاذ قرار الطلاق: "إن الإسلام يحيط هذه الرابطة بكل الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها... وينظمها بشريعة محددة ..ويهتف بالرجال:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}[النساء:19] فجعل العشرة بالمعروف فريضة على الرجال – حتى في حالة كراهية الزوج لزوجته - ما لم تصبح العشرة متعذرة. وما يدريه لعلّ الله يدخر له خيراً في زوجته المكروهة. فلا يسارع إلى حلّ رباط الزوجية المقدس لأول بادرة خلاف، فليس الطلاق أول خاطر يهدي إليه الإسلام.
15– كثرة انشغال الزوج: أصبح ربّ الأسرة في كثير من الأحيان عاجزا أن يجد وقتا يجتمع فيه بأهله وعياله يؤنسهم ويوجههم، يحدثهم ويستمع إليهم.. نظراً لكثرة المشاغل : فهو إما في العمل لكسب المال، أو مع الأصدقاء خارج بيته أو داخله.. أو منشغل بالدعوة أو ما إلى ذلك.. وهذا ظلم في حق الزوجة والأبناء..فعليه أن يوازن بين الحقوق وإلا اضطربت أحوال الأسرة وانحرف أفرادها!
16–كثرة انشغال الزوج عن أهل بيته قد تؤدي في بعض البيوت إلى تسلط المرأة على التوجيه وإدارة البيت فيصبح دور الزوج ثانويا. وقد استشرى هذا الداء في أوساطنا بسبب التقليد..فهذه منزلة لا تليق بمن جعل الله له القوامة على بيته والذي يجب أن يكون مُطاعاً لا مطيعاً، ومتبوعاً لا تابعاً.
17 – الغيرة وسوء الظن: ينبغي للزوج أن يبتعد عن سوء الظن بالزوجة وألا يتخوّنها بدون مبررات ولا يتلمّس عثراتها، فكم من بيت هُدم بسبب الغيرة الزائدة والتشكيك المفرط.
18 ـ غياب الزوج وعودته: و ينبغي للزوج ألا يغيب عن زوجته طويلا ـ لغير حاجة ـ فقد تتضرر بسبب ذلك ويُخشى عليها أن تقع في المحظور خصوصاً إذا كانت شابة. فإذا عاد، كان أحسن أن يشعرها بوصوله لقول النبي :"إذا أطال أحدكم الغَيبة، فلا يطرقنّ أهله ليلاً" [البخاري]. فقد تكون الزوجة على غير أُهبة من التنظيف والتزين المطلوب فيكون ذلك سبب النفرة بينهما. لذلك من الأفضل أن يُعلمها بقدومه مسبقا حتى تتهيأ لاستقباله كما يحب هو وكما تفضّل هي.