محمد علي كلاي عضو ثمين
عدد الرسائل : 477 العمر : 44 الموقع : www.rasoulallah.net المزاج : الحمد لله السٌّمعَة : 1 نقاط : 7531 تاريخ التسجيل : 18/03/2009
| موضوع: تابع ابو لهب السبت مارس 28, 2009 2:57 am | |
| ومرت الأيام و هاجر النبى من مكة إلى المدينة وكذلك أصحابه من شدة أذى قريش لهم . وبقيت مكة بكبراءها الذين رأوا أن محمدًا وأصحابه بالمدينة يمثلون خطرًا على مصالحهم . وبينما الناس فى مكة يعيشون حياتهم اليومية وكانوا قد أرسلوا تجارة لهم بقيادة أبى سفيان بن حرب إذ هالهم ضمضم بن عمرو الغفارى الذى جاء ليخبر القوم عن قافلتهم الذي تعرض لها محمد وأصخابه . واستطاع " ضمضم " هذا إزعاج البلدة كلها : فقد وقف على بعيره بعد أن جدع أنفه . وحوَّل رحله ، وشقّ قميصه ، يصيح : يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة ! أموالكم مع أبى سفيان ، عرض لها محمد وأصحابه لا أرى أن تدركوها .. الغوث الغوث ! ونفرت مكة بأسرها إلى حرب الإسلام ، حتى أن الرجل الذي لم ينفر للحرب أرسل بديلا أجيرا يحارب عنه . وقد أرسل أبو لهب بديلا يقاتل عنه على نفقته الخاصة . ورغم أن القافلة قد نجت إلا أن أبو جهل زعيم المشركين أصر على القتال وعلى ملاحقة المسلمين . وآلت الدائرة فى يوم بدر على الكافرين فهُزموا شر هزيمة . وقُتل فى بدر كبراء قريش الذين حضروا المعركة ومن بينهم زعيمهم أبى جهل . ووصل الخبر إلى مكة فكان صدمة لهم ومفاجأة بجميع المقاييس . ولم يتحمل هذه الصدمة أبو لهب فلزم داره أياما حتى مات غمًا على قريش . وبذلك انطوت صفحة من صفحات الكفر بموت عدو الله وعدو رسوله أبى لهب . واستراح المسلمون منه ومن شره المتزايد . وبقيت حكايته فى كتاب الله هو وامرأته أم جميل تُتلى على مر الأيام والأزمان فيلعنهما الناس جزاءًا وفاقًا لأعمالهم الدنيئة، ويعلم الناس أن مصيره فى نار ذات لهب . وبدلا من أن تحميه زوجته من عذاب النار فإنها ستحمل أعواد الحطب فى جهنم لتلقيها عليه ليزداد عذابا كما ساعدته فى الدنيا على إيذاء أفضل الخلق أجمعين . أما امرأته أم جميل التى كانت لها قلادة تفاخر بها الناس وكانت تقول لو لم أجد إلا ثمن هذه القلادة لبعتها لأنفق ثمنها على محاربة محمد . فسوف تتطوق بسلسلة من نار فى عنقها (جيدها) ، وبذلك يكون الجزاء من جنس العمل . وبعد موته رآه بعض أهله فى المنام فسأله عن حاله فأخبره أنه يتقلب فى مآسى الجحيم . غير أنه يخفف عنه أحيانًا لأنه أعتق ثويبة جاريته التى أرضعت النبى .
ويتبين لنا من قصة أبى لهب هذا أن الإسلام لا يقيم وزنا لشكل الإنسان الخارجى ولا لصورته ولا لحسبه ولا لنسبه . فقد كان أبو لهب من أجمل الناس ومن أعلى الناس نسبا وكان عمًا للنبى ومع ذلك لم يرفعه ذلك بل كانت هذه الأشياء وبالا عليه . * وكان من بين الصحابة أقوامًا ضعافا وربما من العبيد السود ومع ذلك ارتفعوا بأعمالهم الصالحة إلى أعلى الدرجات . * ومن الناس من يكون ذا هيئة حسنة وذا مكانة فى قومه وذا مال وجاه فيستخدم ذلك فى الخير فنعم الرجل . * ومن الناس من يجمع بين سوء الصورة والشكل وسوء العمل والطوية فبئس الرجل عند الله والناس . المهم أن الفيصل فى ذلك كله هو عمل الإنسان قال رسول الله "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم. ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
و هكذا بقيت دعوة الإسلام شامخة لم يستطع أبو لهب ولا امرأته ولا أعوان الكفر على مر الأيام والسنين أن ينالوا منها .
فدعوة الله كالسماء فى ارتفاعها وجلالها . ولو تحول الناس كلهم إلى كنّاسين ليهيلوا التراب على السماء لأهالوا التراب على أنفسهم و لظلت السماء هي السماء . | |
|