الفرق بين القراءات والأحرف السبعة
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. خالد السبت
التاريخ 7/3/1430
السؤال
فضيلة الشيخ:
كم عدد القراءات القرآنية وما الفرق بينها وبين الأحرف، ولماذا الاختلاف بين القراءات والقرآن واحد؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فحينما هاجر النبي _صلى الله عليه وسلم_ إلى المدينة صار القرآن ينزل عليه على سبعة أحرف بعد أن كان ينزل على حرف واحد وهو حرف قريش وذلك تخفيفاً وتيسيراً على الناس ليسهل على المسلمين من القبائل المختلفة تلقي القرآن وحفظه وتلاوته، وقد أخرج الشيخان من حديث ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
ونزل القرآن على سبعة أحرف متواتر عن النبي _صلى الله عليه وسلم_. والمراد بالأحرف – على الأرجح – سبعة أوجه من وجوه التغاير، كالتقديم والتأخير والإبدال ونحو ذلك، فلما ذلت ألسن بالقرآن واستغنوا عن الرخصة ووقع الاختلاف بين الأجناد في فتح أرمينية وأذربيجان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما أخبره حذيفة بن اليمان _رضي الله عنه_ بذلك واستشار من حضره من الصحابة رضي الله عنهم جمع الناس على حرف واحد وهو حرف قريش وعليه قراءة عامة المهاجرين والأنصار، وكتب مجموعة من المصاحف وبعث بها إلى بعض الأمصار كالشام ومكة والكوفة والبصرة وأبقى مصحفاً عنده في المدينة وأمر الناس أن يقرؤوا بها دون غيرها، ولما كانت تلك المصاحف غير مشكولة ولا منقوطة دخل في القراءة ما احتمله الرسم العثماني، ما أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم به بعض الصحابة، ومن هنا دخل من الأحرف الستة الأخرى ما احتمله الرسم، ثم كثر القراء ووُجد منهم أئمة عُرفوا بالإتقان والضبط، وكان لهم اختيار في القراءة من بين هذه الأوجه المتلقاة عن النبي _صلى الله عليه وسلم_، حتى جاء ابن مجاهد على رأس المئة الثالثة من الهجرة فاختار سبعة منهم، وألحق بهم العلماء ثلاثة فصارت القراءات المتواترة عشر قراءات، وكل ذلك متلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين