الهوى
إذا ما ذُكِرَ ، ذكر معه الحب و العشق و الغرام فقط .
فاحدهم يقول
من اجل عينيك عشقت الهوى = من بعد زمان كنتُ فيه الخلي
و الثاني يردد
عشقتك دون أن ادري = عشقتك و انتهى أمري
و صار هواكِ قمرياً = دؤوب الشدو في صدري
يغلغل في ثنايا الروح = يمرح في ربا فكري .
و الثالث يعلن
أنتِ التي راودتي قلبي خلسة = حتى ملكتِ مهجة المخدوع
أنتِ التي ألقت شباك صبابة = فغدا بأغلال الشباك جميعي
أنتِ التي بدأت حديث محبة = حتى اعتقدتِ باليقين ولوعي
فاهجرتني و أسللتِ أسياف النوى = فاقصدتني إذ لا تحين دروعي
فاطعنتني فتضلعت أرض الهوى = بدماء قلب طاهر مفجوع
فبكت عليه الأرض حزناً و انثنت = تقتص ممن قد أراق دموعي
فصرخت لا يا أرض نفسي دونها = يا ارض ذا حكم الهوى فأطيعي
فتبسمت و بدا التكبر قائلاً = هل في الدنى حبٌ أتى بصنيعي؟
وهم أم حقيقة !
هل نراه ، نلمسه ، أم فقط نحسه عندما تميل النفس ، إذ الهوى
" ميل النفس إلى الشيء"
" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به"
إذن هو موجود ، بل و يمكن تطويعه فهل يمكن توظيفه توظيفاً إيجابياً ؟
ما جاء في القرآن إلا على سبيل الذم !
"و اتبع هواه فتردى" ، " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم" ، " بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم"
و مع ذلك يستلذ المسلم أحياناً كثيراً بالوقوع في أسره طائعاً مختاراً ...لماذا ؟
هل أسير الهوى لا سبيل لفكاكه و ما مواصفات الفدية الواجبة لفك أسره ؟ و إن لم يأتِ القرار من داخله فهل ينفعه محاولات من حوله ؟
و هل كل ما نهواه و نتمناه في هذه الدنيا لا يصب عندها في مصلحتنا أبداً ؟
أثمة علاقة بين الإرادة و الهوى؟
هل الهوى يمكن أن يكون متبوعاً أم لابد أن يظل تابعاً دوماً ؟ و من الذي يقدر على ذلك ...الكيس؟
ما مواصفاته و ما سماته ؟
هل نحن بحاجة لنشر و ترسيخ ثقافة المقاومة ضد الهوى على مستوى الفرد و الأمة ؟
ما علاقة الهوى بالقرار في حياتك ؟
الهوى و إقامة العدل ، هل العلاقة بينهما سوية أم ينتابها الكثير من الخلل ؟ و كم يحتل من مساحة عندما تختلف مع من حولك ، هل تتمدد تلك المساحة حتى انك قد تتخلى عن حسن خلقك ، أم هي تحت السيطرة دوماً ، أم بين بين ، ومن صاحب الحظ الأوفر من عطائك و إنصافك حينها ، من اختلفت ، أم من اتفقت معه ؟
إن كان الهوى من خصال نفس و جبلتها و قد قُدر عليها ذلك الميل من حين لآخر ، فما السبيل الأمثل للتعامل معه ؟
مصارعته على كل الأحوال ، أم محاولة عقد هدنة من حين لآخر و من ثم استئناف هذا الصراع، هل يمكن التصالح معه والعيش في هدوء ؟
أنت تميل للمشاركة معنا و يستهويك ذلك ، فهل كل الهوى مذموم ؟
شارك برأيك
أم سيتدخل هواك ، فتجامل في مواضع هي أحوج ما تكون للنقد؟
بانتظارك .