حوار غير متكافئ


تبسم مثل ذئب...
وقال اعترف
وحدًج مثل ضبع...
وقال اعترف
لا أرض هنا تأويك...
ولا سماء
لا طعام يأتيك...
ولا ماء
لاطبيب...
ولا دواء
لا كتاب هنا... وإن شئنا...
لا هواء
لاشيء أنت عندنا
كل ما فيك هباء في هباء
عيناك إن شئنا خلعناها
لا أفق ترى بعدها ولا فضاء
أذناك إن شئنا ثقبناها
لا صوت تسمع بعدها ولا نداء
وحيد أنت...
لا أمل لك ولا رجاء
كل ما فيك بين أيدينا
عاجز أنت...
أما نحن فنصنع ما نشاء
وتبسم مثل ذئب...
مثل ضبع
وقهقه مثل عاهرة أضناها الزمن
فجف ما في وجهها من ماء
وتلوى فوق مقعده مثل أفعى
وقال اعترف
قلت...
جاهل أنت
لأنك ما عرفت...
كيف ترتب الأشياء
فالأرض أرضي...
وما فوقها
من فضاء وضياء وسماء
وما تحتها من صخور ورمال
وأنهار، وماء
ومرضي...
من قال أنه ضعفي
من غرس في رأسك هذا الوباء
أما علمت بأن الموت ميلاد
وأن دائي هو الدواء
وأن القيد حين يدميني
أعطيه حرية... أعطيه عشقا
من سنابل
وبستانا...
من وهج ودماء
وأن العصبة فوق عينيً
تريني ما تحجب الشمس عني
وما يحجب الضياء
تريني دموعا
تريني أجساد أطفال مبعثرة...
ممزقة
أصابعها مفككة
وشفاهها...
تضحك حين تبكي
وتصرخ بكل ما فيها
كل ما عدانا بهذا الكون
رياء في رياء
حروف التاريخ بنا ابتدأت
وعشق الأرض لم يولد قبل ميلادنا
ولا بدأ...
إلا حين كنا له ابتداء
وحدي أنا؟
كاذب أنت
ان الله بجانبي بكل صفاته وأسمائه
فهل عرفت ما له من أسماء
قادر، جبار، عزيز، مهيمن، متكبر
جل في علاه
فهل قوة فوق قواه

لكنه...
منك ومما فيك براء
وتقل اعترف
أبن أي مسخ أنت
مركب حقير أنت
لا أصل، لا جذر، لا أسماء
مثل القيء أسنٌ أنت
ودود ألأرض أسمى منك منزلة
لأن فيه، إذا ما قيس فيك...
سنى وسناء
وتقول اعترف؟!!!
قال لا...
ولكن
قل لي ما بك غير ما بالبشر؟
وأني فوق جرحي أنام
دون شكوى وأصطبر
وأني أنا الفلسطيني
بركان فوق بركان
وأني أعشق الانفجار
فأنفجر
وأني أنا الفلسطيني...
ألذي ولد...
لينتصر