المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم أخبار و أسرار
كلما زاد ربهم في بلائهم وامتحانهم ازدادوا صبرا واحتسابا
فهو سبحانه أكبر المنعمين يعظم لعباده الأجور ويكفر عنهم السيئات
وما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر عنه من خطاياه.
اقراوا معي إلى هذه القصة
روى البخاري في صحيحه عن عطاء بن أبي رباح أنه وقف يوما مع عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما فمرت عجوز.. أمة سوداء..فالتفت ابن عباس إلى عطاء ثم قال له : ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟!
قال: نعم.. فأشار ابن عباس الى الأمة السوداء ..
قال ابن عطاء : تلك الأمة السوداء امراة من أهل الجنة وما ادراك يا ابن عباس
فقال تلك الأمة جاءت قبل سنين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تصرع فصرخت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من حر ما تجد في حياتها
فقالت: يا رسول الله اني أصرع فادع الله تعالى أن يشفيني
فقال لها عليه السلام : إن شئت دعوت الله لك فشفاك وإن شئت صبرت ولك الجنة
فنظرت المرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : ما قلت ؟ فأعاد عليها كلامه ...فقالت الأمة المريضة : بل أصبر أصبر يا رسول الله
أولئك الصابرون الذين اشتاقوا الى الجنات واستبشروا بها فتحملوا مرضهم وكتموا انينهم وسكبوا في المحراب دموعهم فما مضى الا قليل حتى فرحوا بجنات النعيم
وإذا رأى أهل العافية يوم القيامة ما يؤته الله تعالى من الأجور العظيمة لأهل البلاء ودوا لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا
وأن أعظم البلاء قد صب عليهم في سبيل أن يكونوا من أهل الجنة .
اللهم اني أسألك الجنة وكل ما يقرب اليها من قول أو عمل
(رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)