كروية الارض في القرآن!!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد الخلق و المرسلين.
أما بعد:
لقد بدأنا أيها الإخوة في تفسير مواقع النجوم ,ووعدتكم بإكمال السلسلة,و سنخوض اليوم في آيات كونية أخرى من هذا العالم الذي فيه من الحقائق و المعجزات التي تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى و عظمته,و لنتحدث عن بعض ما جاء عنها في القرآن ذلك الكتاب الذي لا ينطق إلا بالحق و الذي يثبت للعالم يوماً بعد يوم أنه كتاب الحق و أنَّ اللهَ حقٌّ لم يأتِ إلا بالحق و النور المبين.
أيها الإخوة:
لقد أثبتت الأبحاث العلمية في العصر الحديث أن الكون في حركة دائمة تؤدي إلى ازدياد حجمه باستمرار و كلما زاد حجم الكون ازدادت المسافة بين أجرامه ,و المجرات فيه تتباعد بعضها عن بعض بسرعة مذهلة.
و قد اكتشف العلماء ما يسمى بنظرية التكوين أو الخلق المستمر و هي قائمة على أنَّ غاز الهيدروجين يتكون تكوناً من الطاقة الكونية حسب رأي"مليكن",و من هذا الغاز تتكون السدم و النجوم فيها,و بينما هي تتباعد عن بعضها تكون سدم أخرى في سبيل التكوين,فتحل محل التي رحلت و تباعدت في صفحة الكون الكون المتسع باستمرار.
و التمدد يشمل النطاق الكوني الواسع ولا يشمل النطاق المحلي,فأبعاد مجموعتنا الشمسية لا تتمدد وكذلك المسافات داخل مجرتنا,و إنما التمدد يبدأ بعد حدود مجموعتنا المحلية ,أي بعد مسافة نصف مليون بارسك,حيث أن
البارسك = 000 000 19200 ميل.
فالمجرة العملاقة التي تقع على بعد 000 2500 بارسك تبتعد عنا بسرعة 750 ميل في الثانية.
و التجمع المجري بالإكليل الشمالي يبتعد عنا بسرعة تزيد على 13000 ميل في الثانية.
في حين أنَّ تجمع الشعاع الذي يبعد عنا 400 مليون بارسك يبتعد عنا بسرعة 38000 ميل في الثانية.
فهل أدركنا كم يتسع الكون خلال ثانية؟
و كم يتسع خلال يوم واحد؟
و كم يتسع خلال سنة؟ أو ملايين السنين؟
فمنذ متى يتسع هذا الكون؟ و إلى متى سيستمر في اتساعه؟
أيها الإخوة سبحان من قال و هو أصدق القائلين:
"وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "
الذاريات "47"
لقد أكّد الخالق سبحانه في هذه الآية و بكلمة واحدة
" لَمُوسِعُونَ"كلَّ ما شرحناه منذ قليل و ما توصل إليه العلماء خلال سنوات طويلة من البحث و الرصد و المتابعة الدقيقة لحركة هذه الأجرام, فسيبقى الكون في اتساع مستمر إلى ما شاء الله أن يتوسع.
و من السماء إلى الأرض و آيات الله في الأرض ,سنتحدث عن بعضٍ منها ,فمثلاً ما جاء في القرآن عن إثبات كروية الأرض حيث يقول تعالى:
"وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ "
الحجر "19"
و يقول تعالى أيضاً:
"وَ الأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ "
الذاريات "48"
و لكن هذه الآيات توحي بالظاهر بأنَّ الأرض ليست كروية بل مستوية ,فكيف تكون كروية و يقول تعالى مددناها؟
أو فرشناها؟ فهل هذا ينطبق على الكرة؟
أقول نعم, بل إنه لا ينطبق إلا على الكرة , بمعنى أنك أينما وقفت على سطح الأرض ستجدها مستوية و ممتدة أمام عينيك حتى و لو وصلت إلى نهايتها من الغرب مثلاً فإنك ستدخلها من الشرق و تراها ممتدة أما عينيك أيضاً,كالكرة تماماً كلما انطلقت من نقطة على سطحها ستعود إلى نفس النقطة و هكذا فإن ذلك لا ينطبق إلا على الكرة ,لأنها لو كانت مسطحة مربعة أو مثلثة أو أي شكل هندسي آخر مستوٍ فإنك ستصل إلى حافتها و عندئذٍ لن تراها ممتدة أمام عينيك كما لو كانت كرة وبالتالي لو تابعت الحركة ستسقط عند الحافة و تهوي إلى ما شاء الله.
فهل أدركتم الحقيقة في هذا الإعجاز؟
فإن كان كذلك فما رأيكم بالآية التالية :
يقول تعالى:
" لاً الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "يس "40"
فهذا دليل آخر قاطع لإثبات كروية الأرض,و هذه الآية تدل على أنَّ اللّيل و النهار موجودان معاً على الأرض فلا الليل يسبق النهار كما كان يظنُّ العرب قديماً, ولا النهار يسبق الليل,و هذا لا يتحقق إلا إذا كانت الأرض كروية, فالكرة عندما تسلطُ عليها ضوءاً من الأعلى يكون النصف السفلي مظلم أو العكس
.
و هذا ما نلاحظه في حياتنا فعندما تكون الكرة الأرضية مظلمة في النصف الأول(بلادنا العربية مثلاُ) فإنها تكون مضيئة في النصف الآخر منها (اليابان مثلاً).
فهذه قوانين الله جلَّ في علاه في الكون لا تتغير و لا تتبدل فلو حدث لفسد الكون و بطلت الحياة.
فالحمد لله على نعمة الإسلام ,و الحمد لله على نعمة العقل الذي وهبنا إياه المولى عزَّ و جلَّ لنتفكر فيما خلق و بثَّ في الكون من آياتٍ و آيات ليزداد اللإيمان به سبحانه و بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه,و برسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى, فتخيلوا معي أيها الإخوة لو أنَّ الواقع أثبت غيرهذه الحقائق و وجد أن الأرض ليست كروية ,فهل يبقى أحد يؤمن بهذا القرآن؟ أو أحد يبقى على هذا الدين؟
و لكنّه الله خالقُ كلَّ شيء بمقدار ,الذي أتقن كلَّ شيئ صنعه فسبحانه و تعالى عمَّا يصفون.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.......