اندفع رجل بين يدي عمر بن الخطا ب رضي الله عنه، يستغيث بصوت منتخب، والدموع يحجبها الكبرياء أن تسيل.
فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم.
زوى عمر رضي الله عنه مابين عينه غضبا وأقبل على الرجل يطمئنه: لجأت إلى ما يحميك.
قال الرجل في حزن: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين.
كتب عمر إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما يأمر بالقدوم هو وابنه، فقدم يتبعه ابنه.
وقف عمر رضي الله عنه صائحا: أين المصري؟
تقدم الرجل في خطى متقاربة ترتجف من هول الموقف.
فقال عمر رضي الله عنه في عزة: خذ السوط فاضرب.
امسك الرجل السوط وأرسله إلى السماء، ثم هوى به على ظهر ابن عمرو بن العاص الذي شد إلى جذع النخلة.