جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ): "إِنَّ أَصْنَافاً مِنْ أُمَّتِي لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاؤُهُمْ:
1. رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى وَالِدَيْهِ.
2. وَ رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى غَرِيمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمَالٍ، فَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ، وَ لَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ.
3. وَ رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى امْرَأَتِهِ، وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهَا بِيَدِهِ.
4. وَ رَجُلٌ يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ وَ يَقُولُ رَبِّ ارْزُقْنِي وَ لَا يَخْرُجُ وَ لَا يَطْلُبُ الرِّزْقَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ: عَبْدِي، أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ السَّبِيلَ إِلَى الطَّلَبِ وَ الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ بِجَوَارِحَ صَحِيحَةٍ؟ فَتَكُونَ قَدْ أُعْذِرْتَ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فِي الطَّلَبِ لِاتِّبَاعِ أَمْرِي، وَ لِكَيْلَا تَكُونَ كَلًّا عَلَى أَهْلِكَ، فَإِنْ شِئْتُ رَزَقْتُكَ، وَ إِنْ شِئْتُ قَتَّرْتُ عَلَيْكَ، وَ أَنْتَ غَيْرُ مَعْذُورٍ عِنْدِي.
5. وَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا كَثِيراً فَأَنْفَقَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَدْعُو يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ أَرْزُقْكَ رِزْقاً وَاسِعاً، فَهَلَّا اقْتَصَدْتَ فِيهِ كَمَا أَمَرْتُكَ وَ لِمَ تُسْرِفُ وَ قَدْ نَهَيْتُكَ عَنِ الْإِسْرَافِ.
6. وَ رَجُلٌ يَدْعُو فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ".
ثُمَّ عَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ ( صلى الله عليه و آله ) كَيْفَ يُنْفِقُ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُوقِيَّةٌ مِنَ الذَّهَبِ فَكَرِهَ أَنْ يَبِيتَ عِنْدَهُ فَتَصَدَّقَ بِهَا فَأَصْبَحَ وَ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، وَ جَاءَهُ مَنْ يَسْأَلُهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ، فَلَامَهُ السَّائِلُ، وَ اغْتَمَّ هُوَ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ، وَ كَانَ رَحِيماً رَقِيقاً، فَأَدَّبَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ ( صلى الله عليه و آله ) بِأَمْرِهِ، فَقَالَ: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا