تساءلت صحيفة غارديان البريطانية عما إذا كانت إنفلونزا الخنازير وباء قاتلا كما يعتقد الناس، لتجيب بأن ذلك ما انتشر بين الناس بشكل نظري وسبب لهم الخوف والهلع. الداء بين البشر المسؤولون أخذوا مدى خطورة الداء في الحسبان لأن الفيروس الجديد "إتش1 إن1" قد تجاوز سلالات النوع ليصل إلى الإنسان في ظل خشية العلماء من انتقال الداء بين بني البشر أنفسهم. خبير الجراثيم في جامعة كينغستون الدكتور مارك فيلدر يقول إنه لا ينبغي لنا أن نقلق بشأن إنفلونزا الخنازير بشكل كبير، ويوضح أنه "مرض خفيف نسبيا، وقدرته على الانتشار بين البشر ليست هائلة". سبل الوقاية ويضيف أن المحافظة على قدر جيد من معايير النظافة والصحة، واتباع إرشادات الجهات الصحية المسؤولة بشأن غسل اليدين بانتظام والعطس باستخدام المناديل الورقية، كل ذلك يسهم في توقف قدرة الفيروس على الانتشار بسرعة. ويشير إلى أنه ينبغي علينا أن ندرك شيئا وهو أنه ليس لدينا ذلك العدد الكبير من الوفيات بين المصابين بالمقارنة مع أعداد الوفيات نتيجة أمراض أخرى في العالم. ويقول الدكتور فيلدر إن الداء لا يشكل وباء قاتلا، وهو لا يعدو أن يكون إنفلونزا موسمية عادية وينتهي الأمر. الداء يضطر الناس للحديث من وراء حجاب (الفرنسية-أرشيف) طبيعة الإنفلونزا ويقول مدير الأبحاث السريرية في المركز الوطني للبحث والمراقبة والتحصين في جامعة سيدني روبرت بووي إن طبيعة الإنفلونزا أن تصيب شخصين اثنين في الحالة الواحدة، ثم تتضاعف الإصابات كل ثلاثة أيام. وذلك يعني أنها تنتشر لتصيب ألف شخص من اليوم الأول حتى اليوم الثلاثين، ويرتفع عدد الإصابات إلى المليون في الشهر الثاني وهكذا. ويمضي إلى أنه لو كان هناك مئات الآلاف من الحالات في المكسيك، وكانت الوفيات مائة حالة، فإن درجة الخطر المميت تساوي 0.1%. ويخلص الدكتور بووي إلى القول إن الداء ليس بتلك القسوة التي يعتقدها الناس، وإن الداء لم يتحول إلى وباء بعد كما يظن البعض. ماذا يفعل العلماء؟ وصلت عينات من الفيروس إلى المعهد الوطني للبحث الطبي في شمال لندن هذا الأسبوع، ويقوم العلماء هناك بتنمية الفيروس ليعرفوا كيف يتطور. ويعمل العلماء بالتعاون مع مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا بولاية جورجيا، وسيساعد البحث في تطوير لقاح للفيروس في غضون الأشهر المقبلة.