السلام عليكم و رحمة ربي الملك العلام
قصيــدة أنا العبــد الـذي كسـب الذنوبــا
لجمال الدين محمد بن عبد الله بن
مالك الطائي الجياني الاندلسي
أنا العبد الذي كسب الذنوبــا ** وصدته المعاصي أن يتوبـا
أنا العبد الذي أضحى حزيناً** على زلاته قلقـــاً كئيبــــــــا
أنا العبد الذي سطرت عليه ** صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيء عصيت سراً ** فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري** فلم أرع الشبيبة والمشيبـــا
أنا العبد الغريق بلج بحــــــرٍ ** أصيح لربما ألقى مجيبـــــا
أنا العبد السقيم من الخطايــا** وقد أقبلت ألتمس الطبيبـــــــا
أنا العبد المخلف عن أنــاسٍ ** حووا من كل معروفٍ نصيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي ** وقد وافيت بابكم منيبـــــــــا
أنا العبد الحقير مددت كفــي ** إليكم فادفعوا عني الخطوبــا
أنا الغدار كم عاهدت عهــــداً ** وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المهجور هل لي من شفيعٍ ** يكلم في الوصال لي الحبيبـا
أنا المضطر أرجو منك عفواً** ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني ** ويسر منك لي فرجاً قريبــا
فوا أسفي على عمرٍ تقضـــى ** ولم أكسب به إلا الذنوبـــــا
وأحذر أن يعاجلني ممـــــاتٌ ** يحير لهول مصرعه اللبيبــا
ويا حزناه من نشري وحشري ** ليومٍ يجعل الولدان شيبـــــا
تفطرت السماء به ومــــارت ** وأصبحت الجبال به كثيبــــا
إذا ما قمت حيراناً ظميـــــــا ** حسير الطرف عرياناً سليبـا
ويا خجلاه من قبح اكتسابــي ** إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقفٍ لحساب عــــدلٍ ** أكون به على نفسي حسيبـــا
ويا حذراه من نار تلظـــــى ** إذا زفرت فأقلعت القلوبـــــا
تكاد إذا بدت تنشق غيظـــــاً**على من كان معتدياً مريبـــــا
فيا من مدّ في كسب الخطايا ** خطاه أما بدا لك أن تتوبــــا
ألا فاقلع وتب واجتهــــــــد ** فإنا رأينا كل مجتهدٍ مصيبـا
وأقبِل صادقاً في العزم ** واقصد جناباً ناضراً عطراً رحيبا
وكن للصالحين أخاً وخلاً ** وكن في هذه الدنيا غريبــــــــا
وكن عن كل فاحشةٍ جباناً ** وكن في الخير مقداماً نجيبــــا
ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ ** تكن عبداً إلى المولى حبيبـــــا
فمن يخبر زخارفها يجدها ** مخادعةً لطالبها حلوبـــــــــا
وغض عن المحارم منك طرفاً ** طموحاً يفتن الرجل الأريبا
فخائنة العيون كأسد غــــــــابٍ ** إذا ما أهملت وثبت وثوبـا
ومن يغضض فضول الطرف عنها ** يجد في قلبه روحاً وطيبا
ولا تطلق لسانك في كـــــــــــــلامٍ** يجر عليك أحقاداً وحوبــا
ولا يبرح لسانك كل وقــــــــــــتٍ ** بذكر الله ريّاناً رطيبــــــا
وصل إذا الدجى أرخى ســـدولاً ** ولا تكن للظّلام به هيوبــا
تجد أجرأ إذا أدخلت قبــــــــــراً** فقدت به المعاشر والنسيبـا
وصم مهما استطعت تجده ريــاً ** إذا ما قمت ظمآناً سغيبــــا
وكن متصدقاً سراُ وجهـــــــراً ** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا
تجد ما قدمته يداك ظلاً عليـــك ** إذا اشتكى الناس الكروبــــا
وكن حسن الخلائق ذا حيـــاءٍ ** طليق الوجه لا شكساً قطوبا
فيا مولاي جد بالعفو وارحــم ** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبــا
وسامح هفوتي وأجب دعـائي ** فإنك لم تزل أبداً مجيبـــــــا
وشفِّع فيّ خير الخلق طـــــراً ** نبياً لم يزل أبداً حبيبــــــــا
هو الهادي المشفّع في البرايا** وكان لهم رحيماً مستجيبــــا
عليه من المهيمن كل وقـــت**صلاة تملا الاكوان طيبــــــا
اعجبتنى فنقلتها لكم
أتمنى أن تعجبكم
أختكم في الله
خولة