عاشقة الفردوس عضو ثمين
عدد الرسائل : 184 العمر : 44 العمل/الترفيه : لا أعمل السٌّمعَة : 4 نقاط : 6904 تاريخ التسجيل : 02/05/2009
| موضوع: حكم السحر والكهنة وما يتعلق بهم؟؟ الأربعاء مايو 27, 2009 4:30 pm | |
| حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعــد :
فنظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الخيرة ممن يدعون الطب و يعالجون عن طريق السحـر أو الكهانة ، و انتشارهم في بعض البلاد و استغلالهم للسذج مـن النـاس ممن يغلب عليهم الجـهل ، رأيت من باب النصيحة لله و لعباده أن أبين ما في ذلك مـن خطـر عـظيم على الاسلام و المسلمين لما فيه من التعلق بغـير الله تعالـىومخالفة أمره و أمر رسوله صلى الله عليه و سلـم . فـأقول مستعينا بالله تعـالي يجـوز التداوي اتفاقا ، و للمسلم أن يذهب الى دكتور أمراض باطنية أو جـراحية أوعصبية أو نحو ذلك ، ليشخص له مرضه و يعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعـا حسب مـا يعرفه في علـم الطب، لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العاديةولا ينافي التوكل على الله ، و قد أنزل الله سبحانه و تعالى الداء و أنزل معه الدواء عـرف ذلك من عرف و جهله من جهله ، ولكنه سبحانه لـم يجعل شفاء عباده فيما حرمـه عليهم. فلا يجوز للمريض أن يذهب الى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فأنهم يتكلمون رجما بالغيـب أو يستحظرون الجن ليستعينوا بـهم على ما يريدون ، و هؤلاء حكمهـم الكفـر والضلال اذا ادعوا علم الغيب ، و قد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " مـن أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما " و عن أبـي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من أتى كاهنـا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمدا صلى الله عليه و سلم " رواه أبـوداود و خـرجه أهل السنن الأربع و صححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه و سلم بلفظ : " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم " و عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحـر أوسـحر له و من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على مـحمد صلى الله عليه و سـلم " رواه البزار باسناد جيد . ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن أتيان العرافين والكهنة و السحرة و أمثالهم و سؤالهم و تصديقهم و الوعيد على ذلك ،فالواجب على ولاة الأمور و أهل الحسبة و غيرهم ممن لهم قدرة و سلطان انكـاراتيان الكهان و العرافين و نحوهم ، و منع من يتعاطى شيئا من ذلك في الأسواق وغيرها و الأنكار علهم اشد الانكار ، والانكار على من يجييء اليهم ،ولا يجوز أن يغتر بصدقهم في بعض الأمور و لا بكثرة من يأتي اليهم من الناس فأنهم جهال لايجوز أغترار الناس بهم ، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قد نهى عن أتيانهم وسؤالهم و تصديقهم لما في ذلك منالمنكر العظيم و الخطر الجسيـم و العواقـب الوخيمة و لأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفـر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب و ذلك كفـر ، و لأنهمـا لا يتوصـلان الـى مـقصدهما الا بخدمة الجن و عبادتهم من دون الله و ذلك كفر بالله و شـرك بـه سبحانه و المصدق لهم في دعواهم علم الغيب يكون مثلهم ، و كل من تلقـى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برىء منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ولا يجوزللمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كتمتمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص و نحوذلك من الخرافات التي يعملونها ، فان هذا من الكهانة و التلبيس على الناس و من رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم و كفرهم . كما لا يجـوز أيضـا لأحـد من المسلمين أن يذهب اليهم ليسألهم عمن سيتزوج ابنه أو أبنته أو قريبه أو عما يكون بين الزوجين و أسرتيهما من المحبة و البغضاء أو العداوة و الفـراق و نحو ذلك ، لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى .والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز و جل في شأن الملكين في سورة البقرة : ( و ما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد الا بأذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون). فدلت هذه الآيات الكريمة على أن السحر كفروأن السحرة يفرقون بين المرء و زوجه. كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا و لا ضرا و انما يؤثر باذن الله الكوني القدري لأن الله سبحانه و تعالى هو الذي خلق الخير و الشر . و لقد عظم الضرر و اشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين و لبسوا بها على ضعفاء العقول فأنا لله و انا اليه راجعون و حسبنا الله و نعم الوكيل . كما دلـت الآية علـى أن الذين يتعلمـون السحر انما يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و انه ليس لهم عند الله من خلاق أي : " من حظ ونصيب " و هذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا و الآخرة ، و أنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان , و لهذا ذمهم الله سبحانه و تعالى على ذلك بقوله :"ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون" و الشراء هنا بمعنى البيع نسأل الله العافية و السلامة من شر السحرة و الكهنة و سائر المشعوذين كما نسأله سبحـانه أن يقي المسلمين شرهم ، وان يوفق حكام المسلمين للحذر منهم و تنفيذ حكـم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم و أعمالهم الخبيثة أنه جـواد كريـم . و قد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه و أوضح لهم سبحانه مايعالـج بـه بعد وقوعه رحمة منه لهم ، و احسانـا منه اليهم ، و اتماما لنعمته عليهم . و فيما يلي بيان للأشياء التي يتقي بها خطر السحر قبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا : | |
|