إنّ الشاب غير الملتزم مسلم يجب عليه ما يجب على المسلمين جميعا ,وهو مخاطب بكــــــــلّ التكاليف الشرعية, وبكل النصوص الشرعية, إنّه يتخيّل أحيانا أنّه مادام غير ملتزم ,فينبغــــي
عليه ألاّ يوجه له هذا الخطاب , إنه يعتقد أنه يجب أن يخاطب بلغة واحدة هي: تب إلى الله عزّ وجل وتخلّ عن طريق الإعراض والغفلة, وكن سائرا في ركب الصالحين والملتزمين وهـــذا لاشكّ خطاب وكلمة لابدّ أن تقال وهي أساس ومبدأ حديثنا وهي التي حولها ندندن, ولكن....
.......مع ذلك يبقى لنا حديث آخر فمثلا...هذا الشاب حينما تطالبه بطاعة من الطاعات وهـــــب
أنّها من النّوافل , فتقترح عليه أن يصوم يومي الاثنين والخميس أو يقوم الليل أو يصلّي النوافل
يفاجئك فيقول: لست ملتزما,,,, ويتخيّل أنه مادام كذلك فلا ينبغي له أن يخادع نفسه ويــرى أنّ صيامه أو تلاوته للقرآن الكريم أو قيام الليل أو عمل أي عمل صالح أيّا كان– إنّما هو مــــــــن
المخادعة والنّفاق- بل حينما يرى زميلا له غير ملتزم يؤدي طاعة من هذه الطّاعات يتّهمــــــــه بالنفاق و المخادعة , حقّا إنّه لمنطق عجيب؟؟؟ فلماذا كانت هذه المعاصي التي وقعت فيها مانعة لك من تلك الطّاعات ؟؟؟ إنّ الطاعة ثقيلة على العصا ...لكن ذلك لايعني تركها إنّ الشاب غيـــــر المتديّن مسلم ومخاطب شأنه شأن الآخرين يصدق عليه قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم :...........
من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ,ولكــــــن ألف حرف, ولام حرف, وميم حرف, وكذا قوله عليه السّلام: ينزل ربّنا إلى السماء الدّنيا حيـــث يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : هل من سائل فأعطيه سؤاله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل مــــن تائب فأتوب عليه ؟
عهدتك لا تنام إلا قبيل الفجر فها أنت مستيقظ في الثّلث الأخير من الليل فما رأيك لو طرحـــــــت عليك هذا الاقتراح: اختصر من وقت السهرة التي تقضيها مع زملائك ومع أقرانك وربّما كانـــت على معصيته سبحانه , نصف ساعة واقضها في صلاة ركعتين لله عزّ و جل أو أربع ركعـــــات تتضرع فيها له سبحانه وتدعوه أن يهديك ويعينك ويوفّقك لأنّي أجزم تماما أنّك تريد أن يهديك الله سبحانه وتعالى ..... إنّك أخي الكريم أحوج للطّاعة من غيرك لأنّك تملك رصيدا..أو ركاما هائـلا من الذنوب والزّلاّت وأنت تراه كالجبل يوشك أن يهوي عليك فأنت أحوج النّاس إلى التخفيـــف , وإلى ما يكفّر الذنوب....فأجبني بالله عليك .... متى تتوب؟؟؟