محمد علي كلاي عضو ثمين
عدد الرسائل : 477 العمر : 44 الموقع : www.rasoulallah.net المزاج : الحمد لله السٌّمعَة : 1 نقاط : 7510 تاريخ التسجيل : 18/03/2009
| موضوع: نصائح للشاب المسلم المقبل على الزواج الثلاثاء أبريل 14, 2009 3:43 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقدمة: "إن النظام الاجتماعي الإسلامي نظام أسرة، والبيتُ في اعتباره مثابةٌ وسكنٌ، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة، وتدرج الحداثة، ومنه تمتد وشائج الرحمة وأواصر التكافل". قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم:21]. على عتبة الزواج لقد أحاط الإسلام البيت المسلم برعاية ملحوظة وعناية خاصة.. باعتباره نواة الجماعة المسلمة والقاعدة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي. من أجل ذلك حث الزوج على اختيار الزوجة الصالحة لكونها من أهم أركان الأسرة. 1 - اختيار الزوجة الصالحة: والصلاح هو المحافظة على الدين والتمسك بالفضائل. لهذا أرشد رسول الله الرجال الذين يقدمون على الزواج وأمرهم بأن يظفروا بذات الدين الملتزمة: قال :"تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك" [البخاري]. فإذا وفق الرجل في اختيار ذات الدين والخلق، فمعنى ذلك أنه نال السعادة، وتفيّأ في ظلال الجنة. مصداقا لقوله عز وجل:{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[البقرة:221] ...ثم تأتي بعد ذلك الصفات التي يرغب فيها الإنسان بطبعه وتميل إليها نفسه. 2 – اختيار الجميلة: الجمال أمر تألفه النفوس وترغب فيه، والإنسان يميل بطبيعته وجبلته إلى كل ما هو جميل...وقد نبّه الرسول إلى هذه المسألة في قوله: "إن الله تعالى جميل يحبّ الجمال" [مسلم].. فاختيار الزوجة الجميلة أسكن لنفس الزوج وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولأجل ذلك شرع النظر قبل النكاح. جاء في عون المعبود: (يستحب تزوج الجميلة، إلا إذا كانت الجميلة غير دينة، والتي أدنى منها جمالا متدينة، فتقدم ذات الدين، أما إذا تساوتا في الدين، فالجميلة أولى) . ويلحق بالجمال في الذات الجمال في الصفات. 3 ـ اختيار الأجنبية: لأن ولدها يكون أنجب ولأنه لا يُؤمن الطلاق فيفضي مع القرابة إلى قطيعة الرحم. وكذلك بهدف الزيادة في التعارف بين الأسر والجماعات، وتوثيق عرى الوحدة بين الشعوب والقبائل، مصدقا لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات:13] 4 ـ اختيار الولود : لمّا كان تكثير عدد المسلمين من مقاصد النكاح، فينبغي أن تكون الزوجة منجبة، ويعرف ذلك بسلامة بدنها وبقياسها على مثيلاتها من أخواتها وعماتها وخالاتها.. عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّه ِ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَمَنْصِبٍ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَنَهَاهُ فَقَالَ تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ [النسائي]. 5- اختيار الودود: التي تتودد إلى زوجها وهي صفة من بين الصفات المرغوبة في المرأة. عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله :" ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت ـ أو أوذيت ـ جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: " والله لا أذوق غمضا حتى ترضى" [النسائي]. 6 ـ اختيار ذات المال: أخبرنا رسول الله بما يفعله الناس في العادة، فمنهم من يختار الفتاة التي يتوافر لديها المال الكثير، فقال : "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"[البخاري]. فإذا كان هدف الشاب من اختيار الفتاة التي تملك المال أن تُعينه على أمور الحياة، فلا بأس في ذلك..أما المنهي عنه فهو الطمع في مالها. 7 – البكارة: حضت الشريعة على اختيار البكر من النساء ، مصداقا لقول رسول الله :" عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنقى أرحاما وأرضى باليسير"[السنن الكبرى للبيهقي 7/81] . ولقوله لجابر به عبد الله لما تزوج ثيباً: "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟"... إلا أن تكون مصلحة الزوج في نكاح الثيب أرجح فيقدمها على البكر . 8 – الكفاءة : قال النبي "تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم" [سنن ابن ماجه] وفيه حث للرجل على اختيار الفتاة التي تكون متقاربة معه خلقيا واجتماعيا وغيره.. حتى ينعما بالانسجام والسعادة. 9 ـ مراعاة التقارب الفكري: من الأفضل للزوج أن يختار الفتاة التي تكون متقاربة معه فكريا.. فإن ذلك أدعى لحسن التواصل بينهما، والتفاهم في تدبير شؤون البيت وتربية الأبناء. كما أنه يجنبهما دواعي الشقاق والتنغيص... 10 –مراعاة تقارب السن بين الزوجين: إن التكافؤ بين الزوجين في السن هو القاعدة، وإن أجاز الشرع غيره...لأن وجود الفارق الكبير في السن بين الزوج والزوجة قد يؤدي إلى محاذير ومساوئ كثيرة خاصة في هذا الوقت الذي ضعف فيه الوازع الديني، وقد يكون سبباً في عدم حصول الانسجام المطلوب بينهما لإنجاح الزواج.. ولعل أول ما يخطر بالبال في هذا الصدد زواج الرسول بعائشة رضي الله عنها مع الفارق الكبير بينهما في السن ومن قبلها بخديجة رضي الله عنها. وهما حالتان تخرجان عن القاعدة لأسباب تتعلق بشخص الرسول وبقوة دين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكذلك بالغاية من الزواج. 11–التأكد قبل الزواج !: إذا اختار الرجل الزواج من إحدى قريباته فعليه التأكّد- قبل أن يعقد عليها- من أنها لا تحرم عليه، سواء كان سبب التحريم القرابة أو الرضاعة أو غيرهما. 12 ـ تحريم زواج المسلم بالمشركة والكافرة كالمجوسية والبوذية قال تعالى :{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ }[البقرة:221]. ينبغي لمن يريد بناء بيت مسلم أن يبحث له عن الزوجة المسلمة الصالحة، ذات الدين وإلا فسيتأخر بناء الجماعة المسلمة وسيظل البنيان كثير الثغرات. من أجل ذلك رغب الإسلام الرجل في تحري أن تكون زوجته صالحة ذات دين، وجعل ذلك هو الأصل الذي ينبغي الاعتناء به ضمن الخصال المرغوب فيها. 13 ـ تحريم نكاح الزانية: نص القرآن الكريم على تحريم نكاح الزانية، فقال تبارك وتعالى:{الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[النور:3] 14 – النهي عن نكاح المتعة: وهو نكاح إلى أجل مسمى بعيداً كان أو قريباً، عن علي رضي الله عنه:"أن رسول الله نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر"[متفق عليه]. علماً أن نكاح المتعة كان قد أبيح أول الإسلام حتى نزلت هذه الآية {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}[المؤمنون:6] ثم نُسخ. قال القرطبي:" الروايات كلها متفقة على أن زمن إباحة المتعة لم يطل وأنه حرم، ثم أجمع السلف والخلف على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض..." مرحلة الخطبة 1 – صلاة الاستخارة: بعد اختيار الزوجة، يحسن بالزوج أن يصلي ركعتي الاستخارة مع قراءة الدعاء المأثور عن الرسول فما حصل بعد ذلك فهو الخير. 2 _ من أهم أهداف الخطبة. الخطبة من مقدمات الزواج، وهي وعد غير ملزم كما هو العقد. وقد شرعت قبل الارتباط بعقد الزوجية لتيسير سبل التعارف بين الخاطب والمخطوبة وأهليهما فيقدمان على الزواج على هدى وبصيرة. 3 - من تحرم أو تكره خطبتها ؟ تحرم خطبة المحرّمات من النساء على الرجال تحريما مؤبدا (بحيث لا يحل الزواج منهن أبداً)، أو مؤقتا (أي من كان سبب تحريم الزواج منهن قابلا للزوال، ويظل التحريم قائما ما بقي هذا السبب). تحرم خطبة المعتدة سواء أكانت عدتها عدة وفاة أم عدة طلاق، أكان الطلاق طلاقاً رجعياً أم بائناً. وخلاصة الآراء في هذا الأمر أن التصريح بالخطبة حرام لجميع المعتدات، والتعريض مباح للبائن وللمعتدة من الوفاة، وحرام في المعتدة من طلاق رجعي. الخطبة على الخطبة: يحرم على الرجل أن يخطب على خطبة أخيه، لما في ذلك من اعتداء على حق الخاطب الأول وإيذاء له، وقد ينجم عن هذا التصرف الشقاق بين الأسر. ودليل ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال:"نهى النبي أن يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن الخاطب" . الخطبة في حالة الإحرام: سواء أكان ذلك بعمرة أم بحج، دليل ذلك ما أخرجه الجماعة إلا البخاري عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول:قال رسول الله :"لا ينكح المحرم، ولا يُنكح، ولا يخطب" . | |
|